الآباء السيّئون.. كيف نعرفهم؟
العنف ضد الأطفال قضية اجتماعية خطرة، وتكبر المشكلة حين يكون الأهل متورطين بذلك. فالعديد من الأطفال يعانون من هذه المشكلة مع أهلهم، بغض النظر إلى أي عرق أو جنس أو بلد ينتمون،
على الرغم من أن معظم الناس يرفضون تصديق أن الأهل قادرون على أذية أطفالهم.
يظن العديد من الناس أن العنف ضد الأطفال جسدي فقط، وهذا غير صحيح، لأن الأهل قد يمارسون أنواعا مختلفة من العنف عليهم، منها العنف العاطفي والجسدي وقد يكون الجنسي أيضاً. إلا أن أكبر
أنواع العنف الذي يتعرض له الصغار وأخطره، هو تجاهل أهلهم لهم جسدياً وعاطفياً، ما قد يسبب لهم اكتئاباً شديداً، خاصة أن الأشخاص الذين من المفترض عليهم مساعدتهم في معاناتهم
هم الأشخاص الذين يسببون هذه المعاناة.
ويجدر بالجميع الاهتمام بالأطفال الذين يتعرضون للعنف من أهاليهم، إذ يسبب لهم أذية جسدية وعقلية وعاطفية كما يعرقل عملية نموهم. فلنلق. نظرة على بعض الحقائق التي تتعلق بالأهل الذين
يسيئون معاملة أطفالهم، والتأثيرات التي تلحق بهم نتيجة ذلك
الأسباب
من بين الأسباب التي تجعل الأهل يمارسون العنف على أطفالهم هو تعرضهم لمثل هذا العنف في صغرهم. فلا يلاحظ الأهل أنفسهم بأنهم يمارسون العنف على أطفالهم إذ يصبح هذا السلوك طبيعيا
بالنسبة إليهم، ويستخدمه بعضهم كوسيلة لضبط أولادهم.
ومن منطلق آخر، يتوجه الأهل الذين يعانون من اضطرابات عقلية معينة لاستخدام العنف مع أطفالهم. أما الذين يدمنون الكحول أو أي مادة أخرى، فيحولون أولادهم إلى ضحايا لعنفهم
نتيجة تجاهلهم الكامل لهم
المؤشرات
يصعب على طرف محايد أن يلاحظ مؤشرات العنف إذ إن من يمارسه في هذه الحالة هم الأهل.
كما يخاف الأولاد الذين يتعرضون للعنف أن يفصحوا عن الأمر إذ يخشون التعرض للأذى من أهلهم. إلا أنه باستطاعة المرء البحث عن بعض العوامل في حال اشتباهه بتعرض طفل
ما لأي مظهر من مظاهر العنف
مؤشرات العنف الجسدي
يمكن ملاحظة العنف الجسدي بكل بساطة، ففيه يستخدم الأهل الضرب والقرص والهز العنيف والحرق، وغيرها من أعمال العنف كوسيلة لمعاقبة أولادهم على الأخطاء التي يرتكبونها.
ففي نظرهم هذه هي الطريقة الوحيدة لتربيتهم، إلا أن هذا الأمر ينمي لدى الأولاد الخوف من الأهل.
وقد نلاحظ على الأولاد الذين يعانون من عنف جسدي جروحا وكدمات وعلامات يصعب تفسيرها، كما قد يخجلون من أي لمسة أو يخشون العودة إلى المنزل
مؤشرات العنف العاطفي
يحتاج الأطفال إلى الحب والاهتمام من أهلهم خلال نموهم وذلك للشعور بالأمان. ولا يتوافر هذا لشعور من خلال شراء الهدايا فقط، بل من خلال حضنهم وتقبيلهم. كما يحب أن يحظى الأطفال
بتقدير أهلهم لما يحققوه ولو بشكل بسيط.
إلا أن فقدان هذا الاهتمام والتقدير، وإذلال الأطفال في كل خطوة يقومون بها، وإطلاق النعوت السلبية والمهينة عليهم، مثل غبي أو بلهاء، يحولهم إلى ضحايا العنف العاطفي. وقد يشعر مثل
هؤلاء الأهل أولادهم بأنهم عديمو الفائدة ويقارنونهم دوماً بغيرهم من الأطفال. كما قد يعاقبون أولادهم من خلال الصراخ والتهديد، أو من خلال تجاهلهم لهم بشكل كامل.
مؤشرات إهمال الأطفال
إن تجاهل الأطفال وإهمالهم من أصعب أشكال العنف، إذ يتجاهل الأهل أولادهم تماما على المستويين الجسدي والعاطفي. فلا يؤمنون أبسط احتياجاتهم مثل الغذاء السليم وال**اء وغيرها.
وقد يتركون أولادهم من دون أي مراقبة في المنزل أو أي مكان آخر لا يكون فيه الأولاد بمأمن.
وقد يلاحظ الناس إهمال الأهل لأولادهم من خلال الملابس الرثة وغير المناسبة التي يرتدونها،
أو الجراح غير المعالجة، والمشاكل الصحية.
مؤشرات العنف الجنسي
العنف الجنسي مشكلة منتشرة عالميا، يعاني منها الأطفال على الرغم من عدم الإفصاح عنها. ففي معظم الحالات، يكون المعتدي صديقاً أو قريباً، وفي بعض الحالات يكون الأهل هم المعتدون.
وبالرغم من اعتقاد العديد من الناس أن ضحايا العنف الجنسي هن الفتيات فهم مخطئون. فقد يتحول الفتيان الصغار إلى ضحايا للعنف الجنسي.
يشعر الأطفال المعنفون جنسياً بالعار والذنب، ويميلون للوم أنفسهم لما يحصل. ومن مؤشرات العنف الجنسي التي يمكن ملاحظتها على الأطفال صعوبتهم في المشي أو الجلوس،
وتفاديهم لبعض الأشخاص، وابداء معرفة بالأعمال الجنسية
ندبات لا يمحوها الزمن
يتأثر الأولاد فكرياً بشكل سلبي عندما يكبرون في بيئة لا يحصلون فيها على ما يكفي من الرعاية العاطفية والفكرية. علماً بأن الندبات الناتجة من العنف الجسدي لا تبقى لفترة طويلة،
في حين أن الندبات الناتجة من العنف العاطفي تعلق في أذاهنهم، وقد تدمر حياتهم عندما يكبرون.